آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


هل أخطأت إيران في هجومها على إسرائيل؟

الجمعة - 26 أبريل 2024 - 10:35 م بتوقيت عدن

هل أخطأت إيران في هجومها على إسرائيل؟

سؤال بلس/وكالات:

ذكر موقع "ماكو" الإسرائيلي، أن إيران قامت ببناء "حلقة من النار" حول إسرائيل من أجل تفعيلها في اليوم الموعود، ورأت أن المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل لم تنته بعد، ولكن يمكن القول إن الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ أدى إلى "نتيجة عكسية" عما كان يأمل الحرس الثوري.

وقالت ماكو في تحليل أعده رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق الجنرال تامير هايمان تحت عنوان "إيران تشعر بالحصانة.. ولكنها ارتكبت خطأ كبيراً ضد إسرائيل"، إنه على الرغم من أن الأخطاء الاستراتيجية الأخيرة لإيران أدت إلى تحسين وضع إسرائيل قليلاً منذ بداية حرب غزة، إلا أنها لا تغير بشكل جذري التوازن الاستراتيجي تجاه طهران، وهو التوازن الذي يعتقد الإيرانيون أنه يأتي في صالحهم، مشيراً إلى أن هذا الوضع خطير، وخصوصاً عندما يشعر العدو أن له اليد العليا، وأن التوازن الاستراتيجي يميل لصالحه.

ماذا حدث في 7 أكتوبر ؟
قال الموقع، إنه في يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، شنت حركة حماس الفلسطينية هجومها المفاجئ ضد إسرائيل، ووجدت أمامها فرقة أمنية روتينية لم تكن مستعدة لمثل هذا السيناريو.

وعلى الرغم من أن لواء الكوماندوز الذي هاجم إسرائيل لم يكن إيرانياً بشكل مباشر، إلا أن العقيدة كانت إيرانية، والتسليح أيضاً إيرانياً، فيما كانت المعلومات الاستخباراتية من تنظيم "حزب الله" اللبناني الذي ينسق مع إيران.
ورأى الموقع أن الدعم الذي تقدمه طهران هو أحد تفسيرات ثقة حماس بنفسها، حيث إن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار هاجم إسرائيل على افتراض أنه يوجه الضربة الافتتاحية، بينما ستقوم إيران ووكلاؤها بتوجيه الضربة الساحقة، مستطرداً: "لكنه كان مخطئاً، فهم يشاركون في الحملة، ولكن دون عتبة الحرب، من خلال حزب الله والميليشيات في العراق والحوثيين في اليمن".

تآكل الردع
وأضاف الموقع، أن "التصرف غير المتوقع الذي فاجأ المخابرات الإسرائيلية مرتين، الأولى في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والثانية في 13 أبريل (نيسان)، والاستهانة بالرد الإيراني على اغتيال القيادي الإيراني محمد رضا زاهدي، يؤدي إلى استنتاج عام مفاده أن هناك شيئاً نفعله، لا أفهم في سلوك إيران وميشياتها؟ ومن أين تأتي ثقتهم بأنفسهم؟ وكيف تآكل الردع الإسرائيلي؟"
وأوضح أن إيران دولة على عتبة السلاح النووي، ونجت من استراتيجية الضغط الأقصى الأمريكية، بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن إيران تدرك جيداً أن العالم أجمع يعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%.

وفقاً للموقع، لقد تحقق هدف إيران الاستراتيجي، وهو الوصول إلى الوضع الحالي لها فيما يتعلق بالنووي، وليس الوصول إلى القنبلة النووية نفسها، موضحاً أن هذا الوضع يمنح إيران ثقة كبيرة بالنفس، ويسمح لها بأن تكون أكثر جرأة حتى على المستوى التقليدي.

حزب الله
وذكر الموقع أنه منذ نهاية حرب لبنان الثانية، قررت إيران إصلاح القدرات العسكرية للتنظيم على الحدود الشمالية لإسرائيل وخصصت موارد لذلك، وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية، تمكنت من استكمال طريقها، وفي الجهة المقابلة، حقق حزب الله القدرات المطلوبة للحرب مع إسرائيل كماً ونوعاً.


سوريا والعراق
وعن سوريا والعراق، قال الموقع إنه في الحرب ضد داعش تمكنت الميليشيات الشيعية بقيادة الجنرال قاسم سليماني من تحقيق نصر عسكري، وباعتبارها حزءاً غير رسمي من القوات التي قاتلت داعش، تمكنت إيران من بناء شبكة من الميليشيات.

اليمن
أما في اليمن، فاستغل الحوثيون، الذين حافظوا على سيطرتهم على الأجزاء الأكثر أهمية في اليمن، الهدوء لبناء وتعزيز قدراتهم بمساعدة إيران التي زودتهم بالوسائل اللازمة، مثل الصواريخ والطائرات المسيرة بعيدة المدى والأسلحة البرية والبحرية، بحسب الموقع.

غزة
وبالنسبة لقطاع غزة، ذكر الموقع أن إيران استغلت فترة الهدوء بسبب التسوية بين إسرائيل وحماس من أجل بناء قوة الحركة، وخلال السنتين والنصف التي أعقبت عملية "حارس الجدران"، تمكنت إيران من بناء قدرات هائلة في غزة، ما أسفر عنه أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وتابع: "خلاصة القول: تمكنت إيران من بناء حلقة من الميليشيات حول إسرائيل بما يتوافق مع مفهوم القرار الإسرائيلي، إن استكمال حلقة النار هذه يمنح إيران الثقة في قدرتها على التعامل مع إسرائيل".



أخطاء إيران
وأشار الموقع إلى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل هذا الشهر كان خطأ لأنه أدى إلى تحسين شرعية إسرائيل في العالم، وخصوصاً مع اقتراب العملية في رفح، وتابع: "من وجهة نظر إيران، فقدت إسرائيل تفوقها العسكري، وهذا تقييم خطير، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حول المستقبل، هل غيّر تسلسل الاحتكاك المباشر بين إسرائيل وإيران ميزان الردع؟".
وأضاف أن "الردع لا يمكن قياسه إلا بفشله عندما يهاجم العدو، هنا تعلم أن الردع قد فشل، وعندما لا يهاجم يمكن أن تكون هناك أسباب كثيرة، وفي كلتا الحالتين، من المرجح أن الواقع في الأيام المقبلة سيزودنا بالجواب، إذا امتنعت إسرائيل عن مهاجمة القوات الإيرانية في سوريا، فمن الممكن أن نستنتج أنه تم ردع تل أبيب، وإذا تحركنا في سوريا وامتنعت إيران عن الرد، فمن الممكن أن نستنتج أن طهران مترددة، ولكن، كما ذكرنا، فإن تجنب الرد ليس دليلاً قاطعاً على الردع".