آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


هل تُغيّر أمريكا سياسة التعامل مع استهداف المنشآت النفطية الروسية؟

الأربعاء - 22 مايو 2024 - 11:54 م بتوقيت عدن

هل تُغيّر أمريكا سياسة التعامل مع استهداف المنشآت النفطية الروسية؟

سؤال بلس/وكالات:

خضع الخط الأحمر الذي وضعه البنتاغون ضد ضربات الطائرات دون طيار الأوكرانية للبنية التحتية للطاقة الروسية للتدقيق مرة أخرى، وفق تقرير حصري لمجلة "نيوزويك".

وأشار تقرير لإيزابيل فان بروغن إلى أن المراجعة الأمريكية جاءت بعد أن وجد تحقيق أن بعض مصافي النفط المستهدفة زودت جيش الرئيس فلاديمير بوتين بالوقود في الحرب المستمرة.
وبدأت كييف حملتها بمسيرات تستهدف مصافي التكرير الروسية في أوائل يناير(كانون الثاني)، بعد عامين تقريباً من الحرب، ما أدى إلى عرقلة إنتاج البنزين في روسيا وخفض عائدات التصدير لموسكو، التي تعد قلب اقتصاد الحرب في البلاد.

هجمات ناجحة
حسب التقرير، نفذ ما لا يقل عن 13 هجوماً ناجحاً على مصافي النفط الروسية خلال الصراع حتى الآن، ضد بعض أكبر المصافي في البلاد ومنشآت عميقة داخل الأراضي الروسية، وفقاً لأوكرانيا.

وقالت وكالة مخابرات البنتاغون هذا الشهر إن ضربات الطائرات دون طيار عطلت بالفعل ما لا يقل عن 14% من طاقة تكرير النفط الروسية.
وقالت أولها ستيفانيشينا، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، في مارس(آذار)، إن مصافي النفط الروسية كانت أهدافاً عسكرية مشروعة في الحرب، رغم أن كييف لا تعلن مسؤوليتها عن الهجمات بشكل مباشر.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، في نفس الشهر أن واشنطن تريد من أوكرانيا أن توقف الهجمات، خوفًا من أن يؤدي الاستهداف إلى انتقام روسيا، ورفع أسعار النفط العالمية.

وتأتي هذه التحذيرات قبل المواجهة الرئاسية الأمريكية هذا العام، والتي ستشهد مواجهة الرئيس جو بايدن لمحاولة إعادة انتخابه صعبة، وعادة ما تكون أسعار الغاز موضوعاً حساساً خلال الحملات الانتخابية الرئاسية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في أوائل أبريل (نيسان) إن الهجمات على مصافي التكرير الروسية يمكن أن يكون لها "تأثير غير مباشر على وضع الطاقة العالمي".

وقال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إن من الأفضل لأوكرانيا "أن تلاحق الأهداف التكتيكية والعملياتية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على المعركة الحالية".

تغير المعطيات
وقالت منظمة غلوبال ويتنس غير الحكومية في تحليل جديد حصري مع مجلة نيوزويك إن عدداً من المنشآت المستهدفة لعبت دوراً في قدرة بوتين على شن حرب في أوكرانيا، وأن إدارة بايدن "تعطي الأولوية لتدفق النفط الروسي".

ونقلاً عن بيانات السكك الحديدية الروسية وعقود المشتريات العسكرية التي اطلعت عليها نيوزويك أيضاً، قالت المجموعة غير الربحية إن تحقيقاتها تثبت أن هذه المصافي كانت تزود الجيش الروسي في أوكرانيا، ومن الواضح أنها تشكل أهدافًا عسكرية مشروعة.

كما كتبت مجموعة من المشرعين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم الإثنين رسالة إلى أوستن، حثت فيها البنتاغون على السماح باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب "أهداف استراتيجية" داخل الأراضي الروسية "في ظل ظروف معينة".

وعندما سئل تشارلي ديتز، المتحدث باسم البنتاغون، من مجلة "نيوزويك" عن النتائج، قال، إن الولايات المتحدة "كانت واضحة للغاي، و أننا لا ندعم أو نمكّن من توجيه ضربات داخل روسيا".

وقال ديتز: "المساعدة الأمنية التي نقدمها لهم مخصصة للاستخدام داخل أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، والحكومة الأوكرانية تتفهم موقفنا، وبالتالي فإن استهداف مصافي النفط الروسية يمكن أن يؤثر سلباً على الأمن والاستقرار العالميين، لكن في نهاية المطاف، أوكرانيا مسؤولة عن عملياتها، لذلك سأدعهم يتحدثون عن أنفسهم".

وتظهر وثائق المحكمة التي حصلت عليها غلوبال ويتنس أن منشأتين ضربتهما أوكرانيا في فبراير(شباط) ومارس(آذار) ومايو(أيار) - مصفاة فولغوغراد لشركة النفط الروسية العملاقة لوك أويل، وهي الأكبر في جنوب روسيا، ونورسي، رابع أكبر مصفاة في روسيا، فازتا بعقود مع منظمات عسكرية روسية قبل الحرب.

وزودت المنشأتان وزارة الدفاع الروسية ووكالة المخابرات الروسية، وجهاز الأمن الفيدرالي بالوقود في 2018 و2020.

وتشير البيانات التي قدمتها منظمة "جمعية بيانات مكافحة الفساد" غير حالكومية، إلى أن تلك المنشآت استمرت في توريد كميات كبيرة من وقود الديزل، أو وقود الطائرات إلى المناطق العسكرية الغربية والجنوبية في روسيا خلال الحرب.

وقالت غلوبال ويتنس: "تحتوي فرق الجيش هذه على وحدات كانت نشطة في أوكرانيا منذ أمر الكرملين بغزوها في فبراير 2022"، مشيرة إلى أن فرقة المنطقة العسكرية الجنوبية، ربما تورطت في حصار ماريوبول، في 2022، والذي أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 8000 مدني فيه.

ولم تستجب الشركات المذكورة في التقرير لطلبات التعليق، كما اتصلت نيوزويك بوزارة الدفاع الروسية للتعليق عبر البريد الإلكتروني، دون إجابة.

وقالت غلوبال ويتنس إن هناك "سابقة واضحة" لهجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية على مصافي النفط الروسية.

وأوضحت "لكن السياسة، هي المبدأ الذي يحرك الموقف الأمريكي"، مضيفة أن موقف إدارة بايدن يبدو جزءاً من هدف أوسع يتمثل في منع تعطيل تدفق النفط الروسي، خوفاً من تعطيل النفط العالمي.
وأشارت إلى أن هذا المنطق "معيب"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تشتري وقوداً من روسيا بشكل مباشر، وأن ارتفاع أسعار النفط يرجع إلى حد كبير إلى التوترات الحالية في الشرق الأوسط، وفق أحدث تقرير عن سوق النفط، لوكالة الطاقة الدولية.

وقالت غلوبال ويتنس إن الولايات المتحدة أعطت الأولوية باستمرار لتدفق النفط الروسي طوال الحرب.

وأضافت "هذا النهج الذي يعتمد على النفط يعد خروجاً صارخاً عن الخطاب الذي أطلقه بايدن في الأيام التي أعقبت الغزو عندما أعلن الحظر الأمريكي على الخام الروسي، قائلاً للعالم، إن أمريكا لن تكون جزءاً من دعم حرب بوتين".

ولفتت إلى أن "الخلاف حول الهجمات يسلط الضوء على التشوهات في اقتصاديات الوقود الأحفوري، والتي من خلالها تسعى الولايات المتحدة بشدة إلى حماية صادرات النفط من خصم، على حساب حليف يتعرض للهجوم".