آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. محور جديد يهدد أمريكا

الأربعاء - 26 يونيو 2024 - 11:02 م بتوقيت عدن

روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. محور جديد يهدد أمريكا

سؤال بلس/وكالات:

إذا واجهت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، المحور الأول في الحرب العالمية الأولى، والمحور الثاني في الحرب العالمية الثانية، فإنه يبدو أن الولايات المتحدة تنتظر الآن مواجهة مع محور جديد، يتشكل هذه الأيام، لآنه يبدو مثل محور، ويتصرف مثل محور، ويتسلح مثل محور ويكره الغرب كأنه محور حسب المحلل السياسي أندرياس كلوث في تحليل عبر بلومبرغ للأنباء.

فمنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022 وهجوم حماس على المستوطنات والقواعد الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة الفلسطيني، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والحرب التي أطلقتها إسرائيل ضد القطاع، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون مجدداً تكتلاً معادياً من القوى يمكنه أن يحول أي صراع إقليمي تنخرط فيه إحدى هذه القوى ،سواء عن قصد أو بدون قصد، إلى حرب عالمية ثالثة.
ويتكون المحور الجديد من الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، وفي الأسبوع الماضي وثق جزء جديد من هذا المحور.
وأشار كلوث إلى "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي وقعها في الأسبوع الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والتي تستند إلى تحالف من الحرب الباردة بين موسكو وبيونغ يانغ، فهي تحدد الخطوط العريضة للتعاون العسكري والاقتصادي في جميع المجالات.

وستواصل كوريا الشمالية إرسال الأسلحة والذخائر إلى روسيا للمشاركة في حربها على أوكرانيا. في حين ستواصل روسيا إمداد كوريا الشمالية بالنفط الرخيص والتكنولوجيا المتقدمة التي تتيح لكيم يونغ أون تعزيز ترسانته النووية وتوجيهها ضد كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
كما أن هذه الاتفاقية الجديدة، حسب المحلل، تقترب من المادة الخامسة لاتفاقية حلف شمال الأطلسي ناتو التي تقول إن "أي هجوم على دولة من دول الحلف هو هجوم على كل دوله"، حيث تعهدت روسيا وكوريا الشمالية بأنه "عند تعرض أي دولة من الدولتين روسيا وكوريا الشمالية لغزو مسلح من دولة واحدة أو أكثر، فإن الدولة الأخرى ستقدم كل القوات والمساعدات الأخرى بكل الوسائل التي تملكها دون تأخير".
هذا الاتفاق بين بوتين وكيم، وفقا للمحلل، يضاف إلى "المحور المشؤوم" الذي يتشكل. فإيران ترسل الطائرات دون طيار، وغيرها من الأسلحة إلى روسيا التي تصدر نفطها إلى الصين للالتفاف على العقوبات الغربية، كما تدعم الصين كوريا الشمالية، وأعلنت "صداقة بلا حدود" مع روسيا،
وقال كلوث: "في الوقت نفسه فإن كل ما سبق لا يعني تطابق مصالح حكومات الدول الأربع. فالزعيم الصيني شي جين بينغ على سبيل المثال، لا يثق في بوتين ولا كيم. كما أنه بريد أن تكون الصين هي الشريك الأكبر في هذا التحالف الناشئ، وينظر بارتياب إلى أي تفاهم ثنائي بين الدول الثلاث الأخرى، باعتباره تقليل من نفوذه لدى أي من هذه الدول. كما أنه يفضل استمرار الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ليركز على أي مواجهة مع الولايات المتحدة في مضيق تايوان. في المقابل يعيش الملالي الذين يحكمون في طهران في عالم عقلي لا يمكن أن يفهمه الشيوعيون في بكين وبيونغ يانغ.


من ناحيته يرى الدبلوماسي الأمريكي السابق والباحث في معهد هوفر بجامعة ستانفورد الأمريكية فيليب زيليكوف، أن هذه التحالفات الجديدة لا تتشكل لأن القوى المكونة لها تملك نفس الرؤى أو الأفكار الأساسية وإنما يجمع بينها الشعور بالظلم من الغرب، والنظام العالمي الذي يمثله، والذي يصفونه بالامبريالية الجديدة والاستعمار أو الهيمنة الجديدة، وبالتالي تتفق تلك الدول على التصدي للنظام الدولي القائم الذي يدار من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بواشنطن.
كما أن اللغة التي استخدمها بوتين وكيم في الأسبوع الماضي وصفت الولايات المتحدة بـ "ديكتاتورية استعمارية عالمية جديدة" وروجت بدل ذلك لنظام عالمي "متعدد الأقطاب" وهي تعني أن الولايات المتحدة هي الهدف الذي يوجه إليه الجميع طلقاتهم.
في الوقت نفسه قال ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف ناتو، عن أعضاء هذا المحور إنهم "يريدون رؤية أمريكا تنهار، ويريدون رؤية ناتو ينهار". ويرى زيليكوف أن كيفية تطور هذا المحور، وإذا كان يمكن أن يسبب حرباً، تعتمد على إعادة الحسابات أو سوء التقدير من جانب قادته في التعامل مع الأحداث.
ويقول كلوث إن النقاط الساخنة في العالم حالياً تختلف عن تلك التي كانت موجودة قبل الحربين العالمية الأولى والثانية، لكن في كل نقطة الآن تدعم الولايات المتحدة، دولة موجودة على خط المواجهة مع المحور الجديد. فهي تدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وإسرائيل في مواجهة إيران، وتايوا،ن والفلبين في مواجهة الصين، وكوريا الجنوبية واليابان في مواجهة كوريا الشمالية. لكن ما يجعل الموقف الأمريكي شديد الخطورة هذه المرة كما في الماضي هو أن هذه الصراعات ترتبط بعقلية من يتخذ القرارات.
وحتى الآن وقبل شهور من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتصرف الولايات المتحدة بالطريقة الصحيحة. فهي تعزز تحالفاتها في آسيا، وتقوى حلف ناتو في قمته المقبلة بواشنطن.

كما تؤكد لشركائها الارتباط بين التهديدات التي تواجهها دول الأطلسي ودول المحيط الهادئ. وعلى سبيل المثال قالت كوريا الجنوبية إنها قد ترسل أسلحة إلى أوكرانيا، في حين يعتزم حلف الناتو القيام بدور أنشط في آسيا رداً على اتفاق بوتين وكيم الأخير.،

وينهي كلوث تحليله بالقول إن قراءة وقائع التاريخ والاسترشاد بها تشير إلى أن قادة دول المحور الجديد ربما يشعرون بأن العالم ملك لهم، بشكل منفرد أو بالتعاون فيما بينهم. وفي هذه الحالة ستضطر الولايات المتحدة المحاطة بالكثير من الحلفاء، إلى أن تثبت مرة أخرى لهؤلاء القادة خطأ حساباتهم، لكن الكلفة البشرية ستكون باهظة كما كانت في الحربين العالميتين، الأولى والثانية.