آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


مقاومة شرسة تُعطل تقدم القوات الإسرائيلية في غزة

الخميس - 02 نوفمبر 2023 - 07:51 م بتوقيت عدن

مقاومة شرسة تُعطل تقدم القوات الإسرائيلية في غزة

سؤال بلس/وكالات:

تسعى القوات الإسرائيلية لاقتحام مدنية غزة بعد محاولات عديدة باءت بالفشل حيث تمكنت الفصائل الفلسطينية من صدها وايقاع خسائر في صفوف الإسرائيليين.
وتقدمت قوات ودبابات إسرائيلية صوب مدينة غزة اليوم الخميس لكنها قوبلت بمقاومة شرسة من مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين استخدموا قذائف مورتر وهجمات كر وفر من الأنفاق في وقت يرتفع فيه بشدة عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع ويستعد فيه أصحاب جوازات السفر الأجنبية للخروج منه.
والحرب التي تدور للأسبوع الرابع بدأت تقترب من المركز السكاني الرئيسي في شمال القطاع الذي أمرت إسرائيل سكانه بالمغادرة في إطار سعيها للقضاء نهائيا على حماس.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال إيتسيك كوهين "نحن على أبواب مدينة غزة".
وذكر سكان وأظهرت لقطات فيديو من الجانبين أن مقاتلين من حماس وحركة الجهاد يخرجون من أنفاق لإطلاق قذائف على الدبابات ثم يختفون مجددا في شبكة الأنفاق في عمليات أشبه بحرب العصابات في مواجهة جيش أقوى بكثير.
وقال أحد السكان "لم يتوقفوا أبدا عن قصف مدينة غزة طوال الليل ولم يتوقف المنزل عن الارتجاج... لكن في الصباح اكتشفنا أن القوات الإسرائيلية لا تزال خارج المدينة على مشارفها وهذا يعني أن المقاومة أعنف مما توقعوا".

وأعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لماس استهداف دبابات وجرافات إسرائيلية متوغلة في قطاع غزة وذلك في بيانات منفصلة أصدرتها ونشرتها على منصاتها.
وقالت الكتائب "استهدفنا دبابتين وجرافتين وآليتين في محور شمال غرب غزة بقذيفتي الياسين 105" مضيفة "استهدفنا دبابة صهيونية حولها عدد من الجنود في منطقة جحر الديك (وسط) بقذيفة الياسين 105".
وتابعت "مجاهدو القسام استهدفوا مجموعةً من جنود العدو في جحر الديك بقذيفة "ار بي جي" مضادة للأفراد".وذكرت أن عناصر من الكتائب "دمرت آليتين صهيونيتين شرق حي الزيتون (شرق مدينة غزة) بقذيفة الياسين 105 وعبوة العمل الفدائي".
كما دمر مقاتلو القسام ناقلة جند إسرائيلية قرب مسجد الخالدي شمال غرب مدينة غزة بقذيفة "الياسين 105".
واندلعت أحدث حرب في الصراع الممتد منذ عقود عندما شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر وتقول إسرائيل إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1400 واحتجاز أكثر من 200 شخص .
وبدأت إسرائيل بعدها ردا انتقاميا بقصف وضربات جوية عنيفة ومتواصلة على قطاع غزة المحاصر والمكتظ بالسكان إذ يقطنه 2.3 مليون نسمة مما أسفر حتى الآن عن مقتل ما يقارب تسعة آلاف، نصفهم من الأطفال تقريبا، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
وساندت الدول الغربية إسرائيل كالعادة وقالت إن لها الحق في الدفاع عن نفسها لكن اللقطات والصور المروعة للجثث والحطام والظروف التي حولت القطاع إلى جحيم إضافة لخروج احتجاجات حاشدة في الشوارع حول العالم دفعت إلى إطلاق دعوات ومناشدات لضبط الرد.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتمي لليمين يعلم أن مسيرته السياسية وإرثه معتمد على التمكن من سحق حماس.
ذكر سكان أن قذائف مورتر انطلقت خلال الليل في مناطق حول مدينة غزة وقالوا إن دبابات وجرافات إسرائيلية تسير في بعض الأحيان فوق الركام وتهدم حوائط بدلا من استخدام الطرق المعتادة بينما استمرت الطائرات في القصف من الجو.
ونشرت حماس تسجيل فيديو يظهر طائرة مسيرة وهي تسقط قنبلة يدوية.
وقال البريجادير جنرال إيدو مزراحي قائد سلاح المهندسين في الجيش الإسرائيلي لراديو الجيش إن القوات تقوم حاليا بمرحلة أولى لفتح مداخل في غزة. وتابع قائلا "هذه منطقة تضاريسية بالطبع مليئة أكثر من قبل بالألغام والأفخاخ... حماس تعلمت وأعدت نفسها جيدا".
وبعد حصار مطبق وكامل على القطاع لأكثر من ثلاثة أسابيع، تم السماح لبعض حاملي الجوازات الأجنبية والمصابين بجروح خطرة بالخروج من معبر رفح. وقال وائل أبو محسن المسؤول الفلسطيني على الحدود إن 400 أجنبي سيغادرون إلى مصر من معبر رفح اليوم الخميس بعد عبور 320 على الأقل أمس الأربعاء. وأضاف أن 60 مصابا فلسطينيا إصاباتهم حرجة سيغادرون القطاع أيضا. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون قطاع غزة على مدى أسبوعين تقريبا.
وشملت الضربات الإسرائيلية أمس الأربعاء استهداف مخيم جباليا للاجئين المقام منذ عام 1948 والمكتظ بالسكان.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس اليوم الخميس إن 195 فلسطينيا على الأقل قتلوا على مدار يومين في جباليا، فيما لا يزال هناك 120 مفقودا تحت الأنقاض. وأضافت في بيان أن 777 على الأقل أصيبوا.
وعمل الفلسطينيون أمس الأربعاء على البحث بين الأنقاض في محاولة يائسة لانتشال ضحايا محاصرين. ووصف أحد الشهود الأمر بأنه "مذبحة".
وقالت إسرائيل إن ضرباتها يومي الثلاثاء والأربعاء أسفرت عن مقتل اثنين من القادة العسكريين لحماس في جباليا. وتتهم إسرائيل حماس بأنها تختبئ خلف المدنيين.
ومع تزايد تعبير دول عربية عن غضبها مما تفعله إسرائيل، كتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على منصة إكس "نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جدية من أن تكون هذه هجمات غير متناسبة يمكن أن تصل إلى مستوى جرائم حرب".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديا آخر قتل في قطاع غزة مما رفع العدد إلى 17 جنديا إسرائيليا قتلوا منذ توسيع العمليات البرية يوم الجمعة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته "واجهت عدة خلايا إرهابية في شمال قطاع غزة وقتلت العشرات من الإرهابيين".
وسط تزايد المطالبات الدولية "بهدنة إنسانية" دون استجابة، تتدهور الظروف في القطاع الساحلي بشكل متزايد في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والحصار المشدد. وتتضاءل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
ووصف الدكتور فتحي أبو الحسن، وهو حامل جواز سفر أميركي انتظر العبور إلى مصر أمس الأربعاء، الظروف في غزة بأنها تشبه الجحيم في ظل عدم وجود ماء أو طعام أو مأوى.
وقال "نفتح أعيننا على موتى ونغلقها على موتى". وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود وترجع هذا إلى أن مقاتلي حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.
وكان المستشفى تحول إلى مولد احتياطي لكنه لم يعد قادرا على تشغيل ثلاجات المشرحة ومولدات الأكسجين. وقال "إذا لم نحصل على وقود خلال الأيام القليلة المقبلة فسنواجه حتما كارثة".
من المقرر أن يغادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إلى إسرائيل في ثاني زيارة لها خلال أقل من شهر.
وقال المتحدث باسمه إنه يعتزم لقاء مسؤولين إسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غدا الجمعة للتعبير عن التضامن وفي الوقت نفسه للتأكيد على الحاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين إلى الحد الأدنى.
وسيتوقف بلينكن أيضا في الأردن، الذي سحب أمس الأربعاء سفيره من تل أبيب حتى تنهي إسرائيل هجومها على غزة. وعبرت إسرائيل عن أسفها لهذا الإجراء.
وقال المتحدث إن بلينكن سيؤكد في الأردن على أهمية حماية أرواح المدنيين ويجدد التزام الولايات المتحدة بضمان عدم تهجير الفلسطينيين قسرا من غزة، وهو أمر يمثل مصدر قلق متزايد للعالم العربي. كما سيواصل المحادثات التي تقودها مصر وقطر بشأن ضمان إطلاق سراح جميع من تحتجزهم حماس.