آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-11:56م

اخبار دولية


هل يؤدي اغتيال هنية إلى إشعال حرب شاملة بالمنطقة؟

الأربعاء - 31 يوليه 2024 - 05:27 م بتوقيت عدن

هل يؤدي اغتيال هنية إلى إشعال حرب شاملة بالمنطقة؟

سؤال بلس/وكالات:

نعت حركة حماس في بيان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، بعد مقتله في مقر إقامته في طهران" بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.


في تعليق على تداعيات الحدث، قال الزميل الأول والمدير الأول للتواصل الاستراتيجي في معهد الشرق الأوسط فراس مقصد، إن اغتيال هنية ربما "غيّر الدينامية تماماً" بين الوكلاء المدعومين من إيران وإسرائيل.

وأضاف في حديث إلى شبكة "سي أن أن" أن "ثمة احتمالاً كبيراً لأن نرى حملة منظمة على مستوى المنطقة تجلب الميليشيات المختلفة التي ترعاها إيران من العراق، واليمن، ولبنان، وربما حتى من طهران نفسها في رد مباشر على إسرائيل".


أيام قاتمة
وأشار مقصد إلى أن عمليات الاغتيال المتتالية لقادة من الجماعات المدعومة من إيران كانت غير مسبوقة، وهي خطوة محتملة تقرب المنطقة من صراع إقليمي "لكن في جميع الاحتمالات، نحن نتطلع إلى أيام قادمة حيث ستكون المنطقة على شفير حرب شاملة".


كما أظهرت إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أنها تمتلك "قدرة غير عادية" من حيث "المعلومات الاستخبارية القابلة للتنفيذ" لاغتيال شخصيات بارزة من وكلاء إيران، وتقديم انتصار تكتيكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على ما قاله مقصد.

ماذا يعني مقتل قائدين؟
أضافت الشبكة نفسها أن التوترات في الشرق الأوسط ارتفعت هذا الأسبوع بعد مقتل هنية والقائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر عقب ضربة مساء الثلاثاء على الضاحية الجنوبية لبيروت.

أثار ذلك مخاوف من تصعيد الحرب في غزة. وأعلنت إسرائيل الثلاثاء مسؤوليتها عن استهداف شكر، بعدما ألقت اللوم عليه في هجوم على مرتفعات الجولان المحتلة يوم السبت، والذي أسفر عن مقتل 12 طفلاً درزياً عربياً.
في حديث إلى "سي أن أن"، قال غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضية الرهائن والذي كان ذات يوم قناة تفاوض مع حماس، إن المفاوضات كانت عالقة بالفعل قبل اغتيال هنية، وإن التطورات الجديدة لم تعرض سوى حياة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين للخطر.


وقال باسكين أنه يمكن أن يكون قد حان الوقت للوسطاء كي يضعوا صفقة على الطاولة والطلب من الأطراف في الحرب على غزة "قبولها أو تركها، وإذا تركتها، فربما آن الأوان لترك الأطراف" تتدبر نفسها.
وقال خبراء إن الضربات تثير مخاوف من حرب إقليمية شاملة إلى مستويات جديدة، بخاصة أن إيران تتعرض الآن لضغوط من أجل الرد على هجوم وقع على أراضيها.


لا خيارات جيدة الآن لإيران
وفي سلسلة التحليلات المباشرة نفسها لشبكة "سي أن أن"، كتب نيك باتون أن التفاصيل الدقيقة لما حدث عند نحو الساعة 1.45 صباحاً في طهران، والذي أدى إلى مقتل إسماعيل هنية، ستملي ما سيأتي بعد ذلك. أو بشكل أدق التفاصيل التي تختار طهران تقديمها كسرديتها الخاصة. من الواضح أن هذا انتهاك خطير لسيادتها والفقاعة الأمنية المفترضة للعاصمة الإيرانية، أياً كانت الطريقة التي وقع بها الهجوم. كان هنية ضيف الإيرانيين، ودورهم كقوة إقليمية سيتآكل إذا كانوا غير قادرين على ضمان السلامة البسيطة لحلفائهم الزائرين.
من الواضح أن طهران مترددة في إطلاق وكيلها الأكثر شراسة، حزب الله، نحو حرب شاملة مع إسرائيل انطلاقاً من لبنان. وبصرف النظر عن الرعب الإنساني الهائل الذي قد يسببه مثل هذا النزاع للبنانيين والإسرائيليين على حد سواء، يظل حزب الله ورقة قوية من المرجح أن تتمكن طهران من لعبها مرة واحدة فقط. وبالتالي يجب عليها الاختيار بعناية عندما تفعل ذلك.

كما حاولت إيران شن هجوم شامل على إسرائيل من قبل، في أبريل (نيسان)، بعد مقتل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على دمشق. باختصار، لم تنجح الطائرات بدون طيار والصواريخ الثلاثمئة التي أطلقتها – بشكل غير مسبوق من إيران مباشرة على إسرائيل ــ في الوصول إلى أهدافها. وسوف يحدد رد فعل إيران دورها كقوة إقليمية، ولكنها تخاطر أيضاً بانزلاق هذا الدور من بين يديها. وقد لا تستطيع ضربة خفية غير متكافئة، بعد أسابيع من الآن، إصلاح الضرر الذي لحق بموقع الإيرانيين حسب باتون.
مع ذلك، تم تجاوز الخطوط الحمراء مرة أخرى، مع صعود درجة أخرى على سلم التصعيد.