آخر تحديث :الأربعاء-20 نوفمبر 2024-11:52م

اخبار دولية


ماذا يعني تغيير روسيا لعقيدتها النووية؟

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024 - 08:18 م بتوقيت عدن

ماذا يعني تغيير روسيا لعقيدتها النووية؟

سؤال بلس/وكالات:

يحمي الدرع النووي الروسي موسكو من التدخل الواسع النطاق لحلف شمال الأطلسي في الحرب في أوكرانيا.

ولكن، تحت هذه العتبة، يواصل الغرب تكثيف دعمه لحلفائه الأوكرانيين، مما يضع بوتين أمام تحدٍ صعب حول كيفية استعادة فعالية الردع.

وأعلنت روسيا اليوم الثلاثاءـ عن تعديلات جوهرية في عقيدتها النووية وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وترقي هذه التغييرات الوشيكة في السياسة النووية للبلاد، إلى رفع عتبة استخدام الأسلحة النووية لحماية روسيا وحلفائها، والتصدي لأي تهديد لبقاء الدولة الروسية ككيان نووي.


الابتكارات الرئيسية
وسرد الرئيس بوتين في خطاب قصير، شروط استخدام الأسلحة النووية، والتي تشمل العدوان على روسيا من قبل أي دولة غير نووية، لكن "بمشاركة أو دعم" دولة نووية.

أما البند الثاني من شروط الاستخدام فينص على تلقي معلومات موثوقة عن إطلاق مكثف لأسلحة هجومية جوية وفضائية وعبورها لحدود روسيا، بما في ذلك الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، والصواريخ المجنحة، والطائرات بدون طيار، والطائرات الأسرع من الصوت.


أما الشرط الأخير فيتضمن استخدام الأسلحة النووية رداً على هجوم ضد روسيا أو بيلاروسيا باستخدام الأسلحة التقليدية، إذا كان هذا الهجوم يشكل "تهديداً خطيراً للسيادة".

وبموجب النسخة الحالية من سياسة الردع النووي الروسية، التي وافق عليها بوتين في يونيو (حزيران) 2020 ، أي قبل أربع سنوات فقط، وفي فترة مختلفة تماماً ما قبل الحرب، فإن موسكو مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية فقط رداً على هجوم باستخدام أسلحة تقليدية ضد الاتحاد الروسي بشكل محدد، وفي حالات "عندما يكون وجود الدولة ذاته مهدداً".

ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: "تمت صياغتها عملياً بالفعل. وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة"، بالإشارة إلى اعتماد بوتين لكافة التعديلات على العقيدة النووية كما رفعها مجلس الدوما في البلاد.


تعديلات مرعبة
اللافت للنظر أن بوتين حذر الغرب في وقت سابق، من أن روسيا سيكون بمقدورها بموجب التعديلات المقترحة استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، ولفت إلى أنها ستعتبر أي هجوم عليها بدعم من إحدى القوى النووية هجوماً مشتركاً.

واعتبرت التعديلات على نطاق واسع محاولة من بوتين لرسم "خط أحمر" للولايات المتحدة وحلفائها، من خلال الإشارة إلى أن موسكو ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، ويبدو أن روسيا بدأت بالفعل التصدي لخطوة واشنطن التي منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لاستهداف العمق الروسي بصورايخ بعيدة المدى مثل منظومة "أتاكمز" الأمريكية أو "ستورم شادو" البريطانية على الرغم من بريطانيا وألمانيا لم توافقا حتى الآن على استهداف الأراضي الروسية بصواريخهما.


ولم يكن من قبيل المصادفة أن يدلى بوتين بتعليقاته عن تحديث العقيدة النووية عشية اجتماع سابق بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث كان من المقرر اتخاذ قرار بشأن السماح لكييف باستخدام الصواريخ الغربية لضرب عمق الأراضي الروسية.

وبحسب موسكو تعتبر محادثة بايدن وزيلينسكي "الحلقة الأخيرة" في اتجاه مقلق للغاية بالنسبة للكرملين حيث يوسع الغرب مساعداته لأوكرانيا في حين يظهر تجاهلاً متزايداً للخطوط الحمراء الروسية.

ورداً على ذلك، تريد القيادة الروسية أن تظهر أن تصريحاتها يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن العقيدة النووية الأكثر صرامة هي واحدة من الأدوات المتاحة للقيام بذلك.

وبالعودة قليلاً إلى الوراء قبل عامين فقط، كان من الصعب أن نتخيل قيام أفراد عسكريين غربيين بقصف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، أو أن مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث دون إشعال حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما حدث قبل عام واحد، عندما شنت القوات المسلحة الأوكرانية ضربة على سيفاستوبول باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية.


تصعيد نووي
واتخذت روسيا اليوم تصعيداً في خطابها وأفعالها في محاولة لمنع الغرب من السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ حلف شمال الأطلسي على الأراضي الروسية المعترف بها دولياً. ووفقاً لبوتين، فإن مثل هذا الإذن يعني أن "دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية تقاتل روسيا".

وبعبارة أخرى، يعترف الرئيس بشكل غير مباشر بالفرق بين الأراضي الروسية التي تم تأسيسها قانونياً وتلك التي تم ضمها من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وهو دليل قاطع على أن روسيا تلعب مع أمريكا والاتحاد الأوروبي لعبة الردع المتبادل.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، أطلق الرئيس الروسي بوتين، الذي توقع أن تنتهي الحرب في غضون أيام، تهديدات شديدة اللهجة ضد الغرب في خطابه في 24 فبراير (شباط) 2022، قائلاً: "سترد روسيا على الفور، وستكون العواقب كما لم تشهدوها قط في تاريخكم بالكامل".