آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-03:31م

اخبار دولية


صراع النفوذ الدولي يحتدم في سوريا

السبت - 21 ديسمبر 2024 - 09:30 ص بتوقيت عدن

صراع النفوذ الدولي يحتدم في سوريا

سؤال بلس/وكالات:

قال أمين صيقل، الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن انهيار نظام بشار الأسد في سوريا كتب فصلاً جديداً من التنافس الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

وأضاف صيقل في مقاله بموقع "آسيا تايمز" أن التركيز تحول بعيداً عن حلفاء الأسد التقليديين، إيران وروسيا، إلى مواجهة متصاعدة بين إسرائيل وتركيا، اللتين تشكل طموحاتهما المتضاربة مستقبل المنطقة غير المؤكد.
وأصبحت العلاقة بين إسرائيل وتركيا متوترة بشكل متزايد تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس رجب طيب أردوغان، مع ظهور سوريا كأحدث ساحة معركة لمنافستهما.

دور تركيا وتطلعاتها
وقال الكاتب إن تركيا، تحت قيادة أردوغان، كانت قوة محورية في إزاحة الأسد، حيث دعمت هيئة تحرير الشام المتمردة في هجومها للإطاحة بالنظام، مما أدى بشكل غير مباشر إلى تقويض نفوذ إيران وروسيا في سوريا، وسمح هذا الدعم لأردوغان بوضع تركيا كقوة مركزية في المنطقة.


واستشهد أردوغان مراراً وتكراراً بإرث الإمبراطورية العثمانية، مشيراً إلى أن مدناً مثل حلب ودمشق ربما كانت جزءاً من تركيا إذا تم رسم حدود ما بعد الحرب العالمية الأولى بشكل مختلف.
وفي أعقاب الإطاحة بالأسد، أعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق وتعهدت بمساعدة هيئة تحرير الشام في تشكيل مستقبل سوريا.

وكان جزء رئيس من استراتيجية أردوغان هو معارضة أي تنازلات للأقلية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والتي يتهمها بالارتباط بالانفصاليين الأكراد داخل تركيا.

التحركات الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا
وأشار الكاتب إلى استغلال إسرائيل الفراغ الذي تركه نظام الأسد لتأمين مصالحها الإقليمية والأمنية. فشنت توغلاً في الجانب السوري من مرتفعات الجولان وأجرت غارات جوية واسعة النطاق على البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك مستودعات الذخيرة والطائرات المقاتلة ومرافق الأسلحة الكيميائية.
وبرر المسؤولون الإسرائيليون هذه الإجراءات بالقول إنها ضرورية لمنع وقوع هذه الأصول في أيدي المتطرفين الذين قد يهددون الدولة اليهودية. وقوبلت التوغلات الإسرائيلية بإدانة من تركيا، التي تتهم إسرائيل بالاستيلاء على الأراضي في سوريا.


وقال الكاتب إن احتمالية وجود نظام جهادي تحت حكم هيئة تحرير الشام تثير قلق إسرائيل، رغم أن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف أيضاً باسم أبومحمد الجولاني) لم يبد أي نية لمواجهة إسرائيل وتعهد بعدم السماح باستخدام الأراضي السورية لشن هجمات ضدها.

ورغم ذلك، دعا الشرع إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة منذ عام 1973، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين.

أردوغان ونتانياهو.. تاريخ من التوترات
وأدى دعم أردوغان طويل الأمد للقضية الفلسطينية وانتقاده الصريح لإسرائيل إلى تأجيج العداء بينه وبين نتانياهو. وأدى الصراع المستمر في غزة إلى تصعيد التوترات، حيث اتهم أردوغان إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" كما أدان غزو إسرائيل الأخير للبنان.
في المقابل، انتقد نتانياهو أردوغان ووصفه بأنه "ديكتاتور"، وتتجلى هذه العداوات العميقة الجذور بين الزعيمين الآن في سوريا، حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق أهداف متضاربة.

عملية الموازنة في واشنطن
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تواجه تحدي إدارة التنافس بين حليفتيها، تركيا وإسرائيل، مع حماية مصالحها في سوريا. وتسعى واشنطن إلى توجيه هيئة تحرير الشام نحو نموذج حكم يتماشى مع الأولويات الأمريكية، بما في ذلك دعم حلفائها الأكراد في شمال شرق سوريا، والحفاظ على وجود 1000 جندي أمريكي في المنطقة.
ومع ذلك، يقول الكاتب إن الموازنة بين هذه الأهداف والطموحات المتضاربة لتركيا وإسرائيل مهمة حساسة، بحسب الكاتب.

ويتكهن بعض المحللين بأن التنافس قد يتصاعد إلى مواجهة عسكرية مباشرة إذا سعت إسرائيل إلى توسيع نطاق سيطرتها على الجولان، وهي مرتفعات بالغة الأهمية من الناحية الاستراتيجية.

النكسة الاستراتيجية لإيران
وأضاف الكاتب "يمثل سقوط نظام الأسد ضربة قوية لإيران، التي استثمرت بكثافة في دعم حكومته، إذ أنفقت إيران قرابة 30 مليار دولار لدعم ديكتاتورية الأسد التي يقودها العلويون، مما يجعل الإطاحة به خسارة باهظة الثمن".

كما يحرم ذلك إيران من جسر بري وجوي حيوي لحزب الله، وكيلها القوي في لبنان.

ويزيد الوضع الإيراني في سوريا سوءاً موقف زعيم هيئة تحرير الشام الذي يرفض التعاون مع إيران وحزب الله، بينما يعطي الأولوية لإعادة إعمار سوريا والوحدة الوطنية.