آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-04:00ص

اخبار دولية


إعلام أمريكي يحذّر ترامب من "جريمة حرب" في غزة

الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 09:15 م بتوقيت عدن

إعلام أمريكي يحذّر ترامب من "جريمة حرب" في غزة

سؤال بلس/وكالات:

في الوقت الذي تشهد فيه القضية الفلسطينية العديد من التقلبات والمصاعب، ركزت الصحف الأمريكية في تقاريرها على إصرار الرئيس دونالد ترامب على تنفيذ خطته المثيرة للجدل حول تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، خاصة بعد لقائه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

واعتبر الإعلام الأمريكي هذه الخطة خطوة جديدة في سياق الأوضاع الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون منذ عقود، في وقت تسعى فيه الدول العربية إلى الحفاظ على الأراضي الفلسطينية المتبقية في غزة والضفة الغربية المحتلة.
انتهاك اتفاقيات جنيف
في تقرير مطول، ركزت صحيفة "واشنطن بوست" على أن خطة ترامب تتعارض مع اتفاقيات جنيف، التي تحظر "النقل القسري الجماعي" للسكان من الأراضي المحتلة. ووفقًا للقانون الدولي، فإن النقل القسري من الأراضي المحتلة يُعد جريمة حرب، بغض النظر عن الدوافع.
ويعتبر هذا النوع من التهجير من الأفعال التي اتُهم بها قادة النازية في محاكمات نورمبرغ بعد الحرب العالمية الثانية، كما تم إدراجه ضمن الجرائم التي أدين بها بعض زعماء صرب البوسنة، خلال حروب البلقان في التسعينيات.


وتُثير هذه الخطة مخاوف كبيرة في الأوساط القانونية والسياسية، حيث ترى المحكمة الجنائية الدولية (التي لا تنتمي إليها الولايات المتحدة وإسرائيل) أن "النقل القسري" قد يشكل جريمة ضد الإنسانية في حالات معينة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطة يمكن أن تخلق سابقة قانونية قد تؤدي إلى تداعيات قانونية دولية على الولايات المتحدة وإسرائيل في المستقبل.

حق العودة
من جهة أخرى، تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى ما تعتبره انتهاكًا أساسيًا لحق العودة، وهو مبدأ راسخ في القانون الدولي.
وفقًا لهذا الحق، يضمن جميع الأفراد الذين نزحوا بسبب الحروب أو الاحتلال حقهم في العودة إلى وطنهم. وتم التأكيد على هذا الحق في العديد من المعاهدات الدولية، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وصدقت عليه.
وتعتبر هذه المسألة حاسمة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يُعد حق العودة للفلسطينيين من القضايا الجوهرية التي تمس العدالة الإنسانية والسياسية.
ويتساءل الكثيرون حول كيفية توافق خطة ترامب مع هذا الحق، في ظل مواقفه التي قد تساهم في طمس حقوق ملايين اللاجئين الفلسطينيين.


المعارضة العربية والدولية
أبدى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، معارضة قوية لخطة ترامب، حيث أكد على "المعارضة الثابتة" لإخراج الفلسطينيين من غزة، في تصريحات نقلتها شبكة "إن.بي.سي" الأمريكية.
وأضاف الملك عبدالله أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة بناء غزة دون تهجير السكان، وأن الوضع الإنساني المتردي يتطلب معالجة عاجلة. كما شدد على أن تحقيق السلام العادل يجب أن يقوم على حل الدولتين، والذي يضمن الحقوق الفلسطينية في إقامة دولة مستقلة.
وتعارض بعض الدول العربية هذه الخطة أيضًا، وتدعم حل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، مع تحقيق الاستقرار الإقليمي.
تساؤلات
رغم تأكيدات مساعدي ترامب أن الخطة قد تكون "مؤقتة" لحين إعادة إعمار غزة، إلا أن ذلك، إلا أن تصريحات ترامب تؤكد عكس ذلك، بحسب شبكة "سي.بي.إس"
وذكرت الشبكة أن العاهل الأردني أكد قبول ألفي طفل مريض للعلاج في المملكة الأردنية، وهو ما اعتبره ترامب "لفتة إنسانية"، لكنها لا تمثل التزامًا سياسيًا بشأن خطة ترامب الشاملة.


ولفتت الشبكة إلى أن ترامب لم يحصل على إجابات جوهرية بشأن الخطة، خاصة فيما يتعلق بكيفية تطبيق فكرة "نقل سكان غزة" بشكل دائم أو مؤقت.