آخر تحديث :السبت-22 فبراير 2025-04:00ص

تقارير


إجراءات أمريكية مشددة تلوح في أفق الحوثيين

الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - 05:10 م بتوقيت عدن

إجراءات أمريكية مشددة تلوح في أفق الحوثيين

سؤال بلس/إرم نيوز:

مع اقتراب موعد تنفيذ إجراءات التصنيف الأمريكي لميليشيا الحوثيين كـ"منظمة إرهابية"، تتزايد التكهنات حول مدى رغبة واشنطن في المضي قدما إلى ما هو أبعد من التصنيف، في إطار مساعيها لإيجاد "معادلة ردع" أكثر تأثيرا على الميليشيا اليمنية وتهديداتها الممتدة إلى التجارة الدولية.

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ، رشاد العليمي، على أهمية تطوير الشراكة الاستراتيجية بين المجتمع الدولي والحكومة اليمنية في مختلف المحاور، بما فيها المحور الدفاعي، "لخلق معادلة ردع يمنية-دولية ضد السلوك الإرهابي الحوثي".

وأشار، خلال ندوة نقاشية عُقدت أمس الأحد في العاصمة الألمانية ميونيخ حول أمن الممرات المائية، إلى أن الطريق الأمثل لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن يتطلب "إعادة تعريف الحوثيين كتهديد دائم وليس مؤقتا".

وقال العليمي: "هذه الميليشيات المارقة، حتى وإن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، ستظل على الدوام مستعدة لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة".

في ظل "العزلة السياسية" التي يفرضها التصنيف على الحوثيين، لا يزال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، ينتظر "مزيدا من الإيضاحات" بشأن القرار، الذي يرى محللون أنه "يعطّل أي نقاشات بين الأطراف الدولية والإقليمية الوسيطة في الأزمة اليمنية والحوثيين".

وأكد غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، على أهمية "حماية جهود الأمم المتحدة الرامية إلى دفع عملية السلام إلى الأمام".

يرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أسامة الشرمي، أن المرحلة المقبلة تعتمد على مدى استجابة إيران لسياسة "الضغط القصوى" التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ، رغم ما وصفه بـ"المؤشرات الإيجابية" الصادرة عن القيادة الإيرانية.

وتوقع الشرمي، في حديثه لـ"إرم نيوز", أن يمارس "الحرس الثوري الإيراني" ضغوطا على الحوثيين تدفعهم نحو التصعيد، في ظل الخلافات داخل البيت الإيراني؛ ما قد يؤدي إلى مزيد من الإجراءات الأمريكية ضدهم بعد إدراجهم في قوائم الإرهاب.

وأضاف أن الحوثيين لديهم القدرة على التحايل والتكيف مع عقوبات التصنيف، التي "لن تكون مجدية على المديين القريب أو المتوسط". لكنه أشار إلى أنه في حال استمرار الحوثيين في تهديد المصالح الدولية واستهداف السفن، "فإن واشنطن قد تلجأ إلى عمليات عسكرية مباشرة ضدهم".

وأكد المسؤول اليمني أن هذه العمليات العسكرية، في حال حدوثها، "لن تكون كسابقاتها التي وقعت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، بل ستكون بالتنسيق مع دول المنطقة والإقليم ومع الحكومة اليمنية".

رغبة أمريكية ملحّة

وكان مدير شؤون مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سباستيان جوركا، قد صرح بأن الولايات المتحدة "تفضّل حل قضاياها الدولية بشكل ودي، وتتردد في استخدام أدواتها غير العسكرية الأكثر شدة، مثل العقوبات".

وأضاف، أنه عندما تفشل الجهود الدبلوماسية وتبرز تهديدات ضد الجنود الأمريكيين أو المواطنين أو الحلفاء، "يصبح من الضروري اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات".

استراتيجية أوسع

من جانبه، يرى مسؤول المناصرة في مركز واشنطن لحقوق الإنسان بالكونغرس الأمريكي، سيف المثنى، أن هناك عدة مؤشرات على رغبة أمريكية في التصعيد ضد الحوثيين من خلال فرض عقوبات أشد، ضمن توجهات الإدارة الأمريكية نحو الجماعات الإرهابية، بما في ذلك ميليشيا الحوثيين.

وقال المثنى، في حديثه لـ"إرم نيوز", إن الأولوية الحالية لدى واشنطن هي "تنظيم القاعدة، الذي شهدت قياداته في محافظة شبوة استهدافات متكررة، في دليل واضح على نية ترامب التخلص من التنظيم أولًا، ثم التفرغ لجماعة الحوثي ضمن رؤية أوسع لتعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة وقطع الطريق أمام إيران والصين".

وأشار إلى أن استمرار الضغوط الاقتصادية على الحوثيين لن يكون كافيا لتحجيم قدراتهم العسكرية، إذ تعتمد الجماعة في تسليحها على "الأسلحة المهربة بحرا".