آخر تحديث :الأربعاء-26 فبراير 2025-11:00ص

اخبار دولية


السلام في أوكرانيا.. هل يساهم في تحسين العلاقات الصينية الأمريكية؟

الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - 11:57 م بتوقيت عدن

السلام في أوكرانيا.. هل يساهم في تحسين العلاقات الصينية الأمريكية؟

سؤال بلس/وكالات:

أشار المستشار السياسي ميكال فيلا إلى أن المفاوضات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا قد تساهم في تعزيز العلاقات بين بكين وواشنطن بشكل غير متوقع.


وأشارت الصين الأسبوع الماضي إلى دعمها لـ "توافق" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا، حيث أفادت وكالة رويترز أن بكين تأمل تأدية دور في ذلك.
كتب فيلا في موقع "أنهيرد" البريطاني أن هذا الأمر يمثل تحولاً كبيراً في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، حيث لم يكن هناك مجال كبير للاتفاق طوال 8 أعوام تقريباً. مع ذلك، تظل هناك تساؤلات حول مدى إشارة هذا إلى تحسن أوسع للعلاقات بين البلدين، أو إلى مجرد تقارب ظرفي.
العولمة حاضرة
يذكر أن الولايات المتحدة تعهدت أيضاً بمنع المواطنين الصينيين من شراء الأراضي الزراعية الأمريكية، مع فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية ــ ولن تكون هذه الإجراءات الأخيرة.

من ناحية أخرى، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في تجمع حديث لقادة التكنولوجيا إلى نهج أكثر ملاءمة للأعمال التجارية، إذ يريد شي استعادة ثقة المستثمرين الأجانب، ولهذا سيحتاج إلى الاستقرار الدولي.


وأضاف الكاتب أن الجهات الفاعلة في السوق بدأت تلاحظ هذه التغييرات الدقيقة.

وفي مقابلة الأسبوع الماضي، علقت لورا وانغ، كبيرة استراتيجيي الأسهم الصينية في مورغان ستانلي، قائلة إن أشهراً من التشاؤم بشأن الأسهم الصينية أفسحت المجال لعلامات تشير إلى نظرة أكثر تفاؤلاً، ويرجع ذلك جزئياً إلى الانخفاض الملحوظ في التوترات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن.

وقد تكون العولمة كمثال قد ماتت، لكنها كواقع مادي لا تزال قائمة.

ماذا عن العلاقة مع أوروبا؟
في مكان آخر، قد يساعد السلام في أوكرانيا أيضاً على تخفيف التوترات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وفرض التقارب بين الصين وموسكو، ضغوطاً على العلاقات بين بكين وبروكسل.

ومنذ بداية الحرب، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 31 كياناً صينياً، لتزويد روسيا بتكنولوجيا مدنية مزدوجة الاستخدام يمكن إعادة استخدامها للطائرات العسكرية بلا طيار.

ومن شأن إنهاء الصراع في أوكرانيا أن يقلل من تعرض الشركات الصينية لمزيد من العقوبات والتعريفات الجمركية.


وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت سابق من هذا الشهر، ألقى الدبلوماسي الصيني الكبير وانغ يي، وبهدف الاستفادة من الخلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هدية رمزية للنخب الأوروبية الساخطة، قائلاً إنه ينبغي أن يكون لديها مكان على طاولة المفاوضات لإجراء محادثات السلام بشأن أوكرانيا.
أما الجانب السلبي لهذا الأمر بالنسبة إلى الصين هو أن التسوية السلمية في أوكرانيا وزيادة القدرات الأوروبية لرعاية أمنها، سيدفعان أمريكا للتركيز بشكل أكبر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

حذر شديد
أشار المستشار السياسي ميكال فيلا إلى أنه يجب التعامل بحذر مع أي تصريحات بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية الودية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أزالت وزارة الخارجية الأمريكية معارضتها لاستقلال تايوان من صفحة تدقيق الوقائع، مما أثار ردود فعل غاضبة من بكين، مما يطرح سؤلاً حول أبعاد الخطوة إذا كانت تظهر موقفاً أكثر صرامة تجاه الصين، أم مجرد تكتيك تفاوضي يعكس استعداداً لمناقشة وضع تايوان؟
في الوقت ذاته، يضغط وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لخفض الإنفاق العسكري، بينما طرح ترامب فكرة زيادة التعريفات الجمركية على أشباه الموصلات التايوانية مع اقتراح أن تمول تايوان أمنها بنفسها. وهذا قد يعني إما إعادة تأكيد الحماية الأمريكية – لكن بثمن – أو تحول إلى نهج أقل تدخلية، مما قد يحث حلفاء مثل اليابان على تحمل دور أكبر.
وفيما يخص المستقبل، دعا بوتين الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القمة مع ترامب في موسكو، وهو ما قد يغير العلاقات الصينية-الأمريكية.

وهذا الاتفاق الجيوسياسي قد يساهم في تخفيف التعريفات الجمركية الأمريكية، مما يساعد اقتصاد الصين المتعثر.

ومع ذلك، لا يزال الطريق نحو تجنب الصراع غير واضح في ظل التوترات الأساسية المستمرة.

وختم الكاتب بأن أفضل ما يمكن توقعه على المدى القصير هو تعليق التصعيد بدلاً من خفض حقيقي له، إذ إن العودة إلى العلاقات الصينية-الأمريكية الدافئة ستكون بطيئة ومعرضة للانتكاسات.