آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-11:53م

تقارير


ما هي الأهداف الحقيقية لـ"التحالف الدولي" في البحر الأحمر؟

الأربعاء - 20 ديسمبر 2023 - 07:10 م بتوقيت عدن

ما هي الأهداف الحقيقية لـ"التحالف الدولي" في البحر الأحمر؟

سؤال بلس/وكالات:

أثار إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي يضم 10 دول لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتأمين الممرات الملاحية أمام السفن التجارية، العديد من التساؤلات حول طبيعة عمل التحالف، وما هي الأهداف غير المعلنة، في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

ويرى خبراء أن الأهداف الرئيسية للتحالف تبدو معلنة لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، ولكن هناك أهداف غير معلنة، وتعد في الأساس الأهداف الرئيسية لهذا التحالف الدولي، ما يزيد حجم المخاطر في المنطقة الملتهبة سياسياً.

أهداف غير معلنة
وقال مدير المركز العربي للبحوث والدراسات الدكتور هاني سليمان إن الإعلان عن تشكيل هذا التحالف الدولي في هذا التوقيت له عدة دلالات، وليس السبب الرئيسي هو التصدي لهجمات الحوثيين، مثلما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس، خلال زيارته للبحرين.

وأوضح سليمان لـ24 أن هناك محاولات لتوظيف التصعيد الحوثي في البحر الأحمر للدفاع عن إسرائيل بشكل كامل، وتأمين القيام بعملياتها البرية ضد حركة حماس دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين من الشعب الفلسطيني، وإن الولايات المتحدة تستغل ذلك، في إدخال أكبر قدر من القوات الأمريكية في المنطقة.

وتساءل مدير المركز العربي للبحوث والدراسات "هل تهديد الحوثي أكثر أولوية، وأهمية من الحرب الدائرة في قطاع غزة، مما أدى إلى تداعيات إنسانية كارثية أم مواجهة تهديدات الحوثيين للسفن التجاري؟"، وقال إن ذلك يعكس الأولويات الأمريكية بأي حال من الأحوال وهي حماية مصالحها وحلفائها فقط.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تحت مسمى "المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات"، يضمّ 10 دول بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبحرين.

ويمر نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية عادة عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، لتعبر بعد ذلك أيضاً البحر الأحمر قبالة اليمن، لكن الاضطرابات عطلت التجارة البحرية، إذ أعادت شركات شحن توجيه رحلاتها حول أفريقيا بدلا من ذلك، ما زاد تكاليفها ومدتها.

غياب الدول المعنية
زاوية أخرى تطرق لها الدكتور هاني سليمان وهي عدم وجود أي دولة عربية مشاطئة للخليج العربي والبحر الأحمر في هذا التحالف، مما يفرغ محتوى ومضمون هذا التحالف الدولي ومصداقيته، مؤكداً أن التاريخ يثبت أن الولايات المتحدة تنشيء العدو ثم تترك الأمر، وتكرر ذلك في أفغانستان والعراق وغيرها من الدول الأخرى.

وقال سليمان إن استخدام هذه التحالفات في أي رقعة من الأرض تفشل في النهاية، وخلفت العديد من الكوارث، وتترك المنطقة التي تدخلها فيها تواجه شبح عدم الاستقرار والعمليات الإرهابية، ما يزيد التوتر العسكري والسياسي، مشيراً إلى أنه لا توجد أهداف واضحة او استراتيجية او مدى زمني واضح لهذا التحالف، حيث لا يتوقع أن يحدث هذا التحالف أي انفراجة في الأزمة.

كما أشار الدكتور هاني سليمان إلى أن البلدان المالكة لشركات الشحن العالمية لم تشارك في هذا التحالف، ووضعت خطط للتعامل مع الأزمة، ولا تعول على تسوية واشنطن لهذه الأزمة عسكرياً، مما يثير القلق حول طبيعة عمل هذا التحالف، وقال "بالتالي المشهد اجمالاً يوحي بعبثية شديدة ودليل على توظيف التحالفات تحت عنوان "حارس الازدهار"، وهو الاسم الذي تم اطلاقه على التحالف الجديد لتحسين صورة الولايات المتحدة الذهنية، بعد الهجوم التي تعرضت لها مؤخراً جراء الحرب في غزة.

وأكد سليمان أن محاولة إقناع الولايات المتحدة بالمشاركة في هذا التحالف ليس إلا محاولة لإضفاء الشرعية على هذا التحالف، الذي يهدف في الأساس لحماية مصالحها ومصالح حلفائها مثل إسرائيل، وليس من أجل مواجهة الحوثيين.

ودخل الحوثيون على خط الصراع بين إسرائيل وحماس من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من قاعدة قوتهم في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقبل ساعات فقط من إعلان أوستن، قالت جماعة الحوثي إنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على سفينتي شحن في المنطقة.