آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


هل يعمّق الرد الأمريكي الصراع في الشرق الأوسط؟

الإثنين - 29 يناير 2024 - 11:51 م بتوقيت عدن

هل يعمّق الرد الأمريكي الصراع في الشرق الأوسط؟

سؤال بلس/وكالات:

أدى مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار، الأحد، إلى دفع الولايات المتحدة إلى عمق الصراع في الشرق الأوسط وإضفاء طابع عاجل جديد على الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل وقف طويل الأمد للقتال بين إسرائيل وحماس على الجانب المقابل.

وبحسب تقرير لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية دارت محادثات الرهائن عالية المخاطر في فرنسا في نفس الوقت الذي كان فيه المسؤولون الأمريكيون يتصارعون مع مقتل القوات في قاعدة عسكرية شمال شرق الأردن بوصفها أكثر اللحظات المشحونة منذ اندلاع أعمال العنف في أعقاب هجوم قامت بها حركة حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول).


دراسة الخيارات
يدرس القادة في واشنطن والشرق الأوسط الخيارات التي يمكن أن تغير الوضع بشكل كبير، مع وجود الآلاف من الأرواح ومستقبل المنطقة في ميزان الحسابات وقال بايدن في قاعة احتفالات بالكنيسة المعمدانية في ساوث كارولينا بعد ساعات من الهجوم: "سنرد" لكنه يواجه قراراً بشأن حجم الانتقام الأمريكي، والذي ستكون له عواقب في المنطقة وفي الداخل على حد سواء.

يدخل بايدن في معركة إعادة انتخاب صعبة وقال المستشارون إن الردود المهمة تمت مناقشتها في مؤتمر عبر الفيديو مع بايدن وفريق الأمن القومي التابع له في الساعات التي أعقبت الهجوم وفي أقصى الشرق الأدنى يتعرض رئيس الوزراء الإسرائىيلي بنيامين نتانياهو لضغوط شديدة لحمله على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن عودة أكثر من 100 رهينة متبقين داخل غزة، وهي الخطوة التي سوف تتطلب توقفاً طويلاً في الحملة التي تشنها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة.


في طهران، يجب على القادة تحديد ما إذا كانت استراتيجية زرع عدم الاستقرار في المنطقة من خلال مجموعات وميليشيات تقاتل بالوكالة ستجعلهم أقرب إلى القتال المباشر مع الولايات المتحدة وهي خطوة يقول المسؤولون الأمريكيون إن إيران لا تريدها بالنظر إلى جهود طهران إلى حد ما لتجنب مثل هذا الخيار.

وترى "سي.إن.إن" أن الطريقة التي سيتصرف بها كل طرف في الأيام المقبلة يمكن أن تغير بشكل كبير مسار الحرب بين إسرائيل وحماس والتوترات الأوسع التي أثارتها في الشرق الأوسط وكانت هذه القضايا موضوع ساعات من المناقشات المكثفة في غرفة العمليات والمحادثات رفيعة المستوى بين القادة العسكريين والمسؤولين في الإدارة الأمريكية.

تصعيد خطير
"كنا نحاول التأكد من عدم تفاقم هذا الصراع" هذا ما ذكره النائب عن واشنطن آدم سميث وكبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، بالحديث عن غارات الطائرات بدون طيار في شمال شرق الأردن، والتي خلفت أكثر من 30 إصابة من أفراد الخدمة الأمريكية بالإضافة إلى القتلى"، لكنه أشار إلى "ضرورة وحتمية الاستجابة الأمريكية كما أن عليها (واشنطن) أن تجد طريقة لوقف هذه الهجمات مستقبلاً".

حتى اللحظة ما زال يجري تحديد الشكل الذي سيبدو عليه الرد الأمريكي وفي المجمل يؤمن بايدن وفريقه أن العمل العسكري يجب أن يكون قوياً بما يتجاوز ما فعلته الولايات المتحدة بعد الهجمات السابقة غير المميتة ومع ذلك، هناك ضرورة حتمية داخل البيت الأبيض لمنع انتشار الصراع - والابتعاد عن التورط بشكل مباشر في حرب إقليمية ضد إيران.


الجماعات المسؤولة
في ذات السياق ناقش المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في برنامج "سي.إن.إن هذا الصباح" أن الإدارة "ما زالت تعمل على تحديد المجموعة المسؤولة على وجه التحديد عن الهجمات.. أعتقد أن لدينا أدلة جيدة ونعتقد بالتأكيد أن المجموعة كانت مدعومة من كتائب حزب الله، وهي إحدى المجموعات الرئيسية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا والتي نقوم بتنفيذ الكثير من هذه الهجمات على قواتنا في منشآتنا".

يتعرض بايدن بالفعل لضغوط لزيادة حجم الهجوم الأمريكي المضاد وسارع الجمهوريون، الأحد، إلى توجيه دعوات إلى بايدن لضرب أهداف داخل إيران، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الجماعات الوكيلة التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق وسوريا لكن بالنسبة لبايدن، الذي أثار تعامله مع الصراع في غزة بالفعل غضباً بين اليسار السياسي مع دخوله حملة إعادة انتخابه، فإن اختيار كيفية الرد سيكون محفوفاً بالمخاطر سياسياً.

وبحسب تسريبات صحفية استخدمت واشنطن قنوات خلفية لإبلاغ إيران ووكلائها بأن الهجمات على القوات الأمريكية يجب أن تتوقف ومع ذلك، يبدو أن هذه الجهود لم تفعل الكثير لمنع هجمات الطائرات بدون طيار، ولطالما تخوف المسؤولون داخل البيت الأبيض من أن يؤدي ذلك في النهاية إلى سقوط قتلى وهن ما حدث بالفعل.


تصميم على الرد
ومع تحقق هذا الخوف بات بايدن على ما يبدو مصمماً على الرد بقوة وفي سلسلة من الإحاطات من كبار أعضاء فريق الأمن القومي، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ناقش بايدن الهجمات والردود الأمريكية المحتملة على وجه السرعة.

وفي الوقت نفسه، ما زال المسؤولون الأمريكيون متفائلين بأنهم يقتربون أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق رهائن يتضمن وقفاً طويلاً للقتال في غزة ويأملون أن يؤدي ذلك إلى تخفيف التوترات في المنطقة ويعتقدونأن وقف القتال لفترة أطول يمكن أن يوفر مساحة لتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بالإضافة إلى استمرار المناقشات حول مستقبل الحملة الإسرائيلية ضد حماس.

وعلى الرغم من المخاوف أن يؤجج مقتل الجنود الأمريكيين الـ3 المخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية، إلا أن هناك إلحاحاً أكبر للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يخفض التوترات في الشرق الأوسط وقالت النائب الديمقراطية عن ميشيغان إليسا سلوتكينإن: "هذه الخسارة تزايد من فرص عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وهو ما نأمل بأن لا يحدث مطلقاً".