آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


الانتخابات الأمريكية المقبلة مُهددة بالتدخل الروسي

الخميس - 22 فبراير 2024 - 10:30 م بتوقيت عدن

الانتخابات الأمريكية المقبلة مُهددة بالتدخل الروسي

سؤال بلس/وكالات:

ربما تكون الولايات المتحدة قد هزمت الكرملين في الحرب الباردة واعتبرت موسكو منذ ذلك الحين مجرد مصدر إزعاج، وإن كانت تمتلك أسلحة نووية، فقد كانت يائسة للتركيز على المواجهة مع منافستها العظمى الجديدة، الصين. إلا أن روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين، الذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "مجنون"، لا يزالان يشكلان تهديدا لواشنطن، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن".



وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن بوتين قام بتدريب وكالات استخباراته وقوته العسكرية ودبلوماسيته العالمية لهجوم متعدد الجبهات على القوة الأمريكية في الولايات المتحدة وخارجها.
بوتين أكبر خطر..

وتضيف أنه قام بتأثير مؤذ في مركز السياسة الأمريكية في استغلال للانقسامات السياسية، لافتة إلى أن الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون استخفوا بروسيا، وأخطأوا في قراءة الإهانات التاريخية، وكافحوا من أجل التوصل إلى كيفية تغيير مسار بوتين واحتواء تهديده.
غالبا ما يشير المراقبون الغربيون إلى أن قيادة بوتين كانت كارثة بالنسبة لروسيا، بداية من نهب الأوليغارشية للموارد الطبيعية، مرورا بالتعرض للعقوبات الدولية، وصولا إلى مقتل الآلاف من الجنود في حروبه. 
وكان بوتين مرنا بشكل ملحوظ بعد إشارات سابقة على أن هجومه لأوكرانيا قبل ما يقرب من عامين كان كارثة ويمكن أن يسقطه، لكن الآن، وبحسب التقرير، هناك دلائل على أن إعادة تشكيل روسيا لقواتها المسلحة واستعدادها لاستيعاب الخسائر المروعة يحولان مجرى الحرب ويثيران احتمال انتصار من شأنه أن يحول بوتين إلى خطر أكبر بكثير.
وفي الوقت نفسه، يهدد استغلال الزعيم الروسي للسلطة والغزوات الناجحة في السياسة الأمريكية بإحداث انشقاق بين الولايات المتحدة وحلفاء الناتو الأوروبيين الذي قد يعرض البنية الأمنية لما بعد الحرب العالمية الثانية للخطر.
الانتخابات الأمريكية

وترى الشبكة أنه يبدو أن انتخابات أمريكية أخرى تقع فريسة للتدخل الروسي، بعد أن اتهم المدعون العامون مخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ فترة طويلة ألكسندر سميرنوف بـ "الترويج بنشاط لأكاذيب جديدة يمكن أن تؤثر على الانتخابات الأمريكية"، إذ إنه في عام 2016، قيمت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن موسكو تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب.
وقال سميرنوف، الذي اتهم الأسبوع الماضي باختلاق أدلة كاذبة على فساد عائلة بايدن في أوكرانيا، للمحققين بعد اعتقاله إن المواد جاءت من المخابرات الروسية، حسبما ذكر ملف قضائي من المدعين يوم الثلاثاء. ويشير هذا التطور إلى محاولة أخرى من قبل روسيا لإيذاء أحد معارضي ترامب الانتخابيين.
كان الجمهوريون في مجلس النواب قد رفعوا ذات مرة أدلة سميرنوف باعتبارها الجزء المركزي من محاولتهم الطعن في الأدلة لعزل بايدن. الآن بعد أن فقدت مصداقيتها، يصرون على أنه لا يهمهم ذلك. لكن بوتين لا يمكن أن يخسر، بحسب التقير، حيث يسعى الحزب الجمهوري إلى تشويه سمعة مكتب التحقيقات الفيدرالي وهي الوكالة المسؤولة عن صيد الجواسيس الروس.


خلاف وانقسامات أمريكية

وحتى لو تحطمت مصداقية خطط عزل الجمهوريين، فربما تكون روسيا قد استفادت بالفعل من إثارة المزيد من الخلاف والانقسامات في واشنطن. يقول دوغلاس لندن، رئيس المخابرات المضادة السابق لوكالة المخابرات المركزية في جنوب وجنوب غرب آسيا للشبكة: "أعتقد أنه نجاح باهر آخر كجزء من المخابرات الروسية في التدخل في انتخاباتنا".
حتى وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في مستعمرة جزائية الأسبوع الماضي، فقد فتحت انقسامات جديدة مريرة في السياسة الأمريكية. لقد أعاد تركيز الانتباه على رفض ترامب الغريب لانتقاد بوتين. ومقارنة ترامب لاضطهاد نافالني بمحنته القانونية والتي اعتبرتها الشبكة "تلحق الضرر بسمعة ونزاهة المؤسسات السياسية والقضائية الأمريكية التي يستمتع بها بوتين".
والنتيجة هي أن روسيا ستكون مرة أخرى في بؤرة حملة انتخابية أمريكية من المؤكد أنها ستعمق القطيعة السياسية الوطنية حيث ينتقد بايدن ترامب بسبب علاقته ببوتين. 
سلاح فضائي نووي روسي

وكشفت قدرة روسيا على خلق مشاعر الخوف وتبادل الاتهامات في واشنطن مرة أخرى الأسبوع الماضي عندما أثار رئيس المخابرات بمجلس النواب مايك تورنر القلق بالكشف عن خطة مفترضة من قبل موسكو لتطوير سلاح فضائي نووي يمكن أن يشل أعدادا كبيرة من الأقمار الصناعية التجارية والحكومية.
ويوم الأربعاء، تبين أن مواطنا أمريكيا آخر مسجون في روسيا، وتسعى موسكو عادة إلى استخدام الأسرى كورقة مساومة للمجرمين الروس وعناصر الاستخبارات المحتجزين في الخارج، بحسب التقرير.




فقد تم القبض على كسينيا كاريلينا، وهي مواطنة أمريكية روسية مزدوجة، بتهمة الخيانة والتبرع بمبلغ 51 دولارا فقط لجمعية خيرية أوكرانية، حسبما قال صاحب عملها في كاليفورنيا لشبكة "سي إن إن".
ومن بين الأمريكيين الآخرين المسجونين في روسيا بول ويلان وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، محتجز منذ أكثر من خمس سنوات وينفي اتهامات بالتجسس، ومراسل وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقل العام الماضي بتهم التجسس، وتمثل محنتهم طريقة ملائمة لبوتين للاتصال بالضغط السياسي على بايدن متى شاء.
أما من الناحية الجيوسياسية، تجد روسيا بشكل متزايد مصالح مشتركة وتآزرا عسكريا مع خصوم آخرين للولايات المتحدة مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي الجبهة الموحدة والمكرسة لتحدي القوة العالمية للولايات المتحدة.