آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-12:00ص

اخبار دولية


وثائق مسربة تكشف معايير روسيا لاستخدام الأسلحة النووية

الأربعاء - 28 فبراير 2024 - 11:49 م بتوقيت عدن

وثائق مسربة تكشف معايير روسيا لاستخدام الأسلحة النووية

سؤال بلس/وكالات:

كشفت ملفات عسكرية مسربة أن روسيا وضعت خططاً لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال المراحل الأولى من الصراع مع قوة كبرى، وذلك في إطار استراتيجية "إثارة الخوف".

وتصف الوثائق التي تحدثت عنها صحيفة "ذا تايمز" البريطانية سيناريوهات افتراضية سترد فيها روسيا بضربات نووية في حالة غزو من قبل خصومها بما في ذلك الصين، أحد أقرب حلفاء موسكو.
كذلك، تحدد الوثائق الشروط المحتملة لاستخدام هذه الأسلحة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الهجومية مثل: احتواء الدول من استخدام العدوان، أو تصعيد الصراعات العسكرية، ووقف العدوان، ومنع القوات الروسية من خسارة المعارك أو الأراضي، وجعل البحرية الروسية "أكثر فعالية".


وكان بوتين صرح سابقًا بأن موسكو سيكون لها الحق في اللجوء إلى الأسلحة النووية إذا واجه الوطن الأم الروسي تهديداً "وجودياً".
ومع ذلك، تصف الملفات عتبة أقل بكثير لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية مما اعترف به المسؤولون الروس علناً، وفقاً للخبراء الذين راجعوا الوثائق وتحققوا منها.

العتبة التشغيلية
وتعود الملفات العسكرية الروسية السرية الـ29 والتي اطلعت عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إلى ما بين عامي 2008 و2014، لكنها لا تزال ذات صلة بالعقيدة العسكرية الروسية، وفقاً للخبراء.
وقال ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا أوراسيا في برلين، للصحيفة: "إنها تظهر أن العتبة التشغيلية لاستخدام الأسلحة النووية منخفضة للغاية إذا لم يكن من الممكن تحقيق النتيجة المرجوة من خلال الوسائل التقليدية".
وأكد الكاتب أن الأسلحة النووية التكتيكية الروسية مصممة للاستخدام في ساحة المعركة في أوروبا وآسيا، وهي ذات نطاق وقوة محدودين مقارنة بالأسلحة النووية الاستراتيجية.

ومع ذلك، فإن استخدامها سيظل مدمراً لأن معظم الرؤوس الحربية التكتيكية الحديثة تطلق طاقة أكبر من الأسلحة التي ألقيت على ناغازاكي وهيروشيما في عام 1945.


تتراوح الظروف المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى استخدام هذه الرؤوس الحربية من توغل العدو على الأراضي الروسية إلى سيناريوهات أكثر تحديداً مثل تدمير 5 غواصات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، أو 3 طرادات أو أكثر، أو 3 مطارات، أو ضربة متزامنة على مواقع رئيسية أو مراكز القيادة الساحلية الاحتياطية.
وتتوافق العتبة المنخفضة للاستخدام النووي التكتيكي المنصوص عليها في الوثائق مع عقيدة وصفتها موسكو بأنها "إثارة الخوف"، والتي تسعى من خلالها إلى إنهاء الصراع بسرعة عن طريق صدمة العدو ودفعه إلى التفاوض باستخدام مبكر لسلاح نووي صغير.

حرب مترامية الأطراف
وبموجب هذه الاستراتيجية، يمكن استخدام سلاح تكتيكي لمحاولة منع روسيا من التورط في حرب مترامية الأطراف، وخاصة تلك التي قد تتدخل فيها الولايات المتحدة.
وتكشف الوثائق أيضاً عن شكوك عميقة الجذور تجاه الصين.

وعلى الرغم من أن البلدين أصبحاً حليفين وثيقين في السنوات التي تلت كتابة الخطط، حيث ساعد الدعم المالي الصيني موسكو على الصمود في وجه عاصفة العقوبات الغربية التي عجلت بها الحرب في أوكرانيا، إلا أن روسيا واصلت بناء دفاعاتها الشرقية.
ويشير أحد التدريبات التي تحدد الخطوط العريضة لهجوم افتراضي من جانب الصين إلى أن روسيا، التي يشار إليها باسم "الاتحاد الشمالي" لغرض المناورة الحربية، يمكن أن ترد بضربة نووية تكتيكية من أجل منع "الجنوب" من التقدم بموجة ثانية من هجمات القوات الغازية.